الوصولية والانتهازية الحزبية
بادئ ذي بدء يجب الاعتراف والإقرار بأن الأحزاب تتكون من أشخاص ارتضت لنفسها طواعية العمل والنضال بلا هوادة من أجل تحقيق مصالح وأهداف معينة ومحددة، وبالتالي يوجد في هذه الأحزاب أناسٌ لا تلين إرادتهم في مواجهة الصعاب والمحن، ويوجد آخرون ينهارون في المنعطفات والصعاب ويلوذون بالفرار. لذلك فإن الوصولية والانتهازية الحزبية هي من السمات الأساسية لهذه العناصر، وهي إحدى أهم الأمراض التي تعاني منها الأحزاب في عالمنا المعاصر، تلك التي يلجأ أصحابها إلى التملق والتزلف لأصحاب القرار ، ويتحولوا إلى كائنات مبهمة، وأشباح عديمة الملامح، تنحصر مهمتها الأساسية في هز الرؤوس والطاعة العمياء لأصحاب القرار والتصفيق لهم في حلهم وترحالهم وأثناء حديثهم، حتى لو كان ذلك الحديث سطحياً فارغاً لا يستدعي حتى التوقف عنده . تنتشر هذه الآفة لدى الفئة الفقيرة بثقافتها والمهزوزة في شخصيتها والمتوترة في طباعها وتربيتها، تلك التي تحاول بكل جهدها الحصول على مواقع لها لدى أصحاب القرار وتبوأ مراكز هي أدرى من غيرها بأنها لا تستحقها، كي تشغلها على حساب أناس آخرين يحملون الكفاءة ويستحقونها عن جدارة. ولتحقيق أهدافهم تلك، يلجأ الانتهازيون إلى شتى ضروب الحيل والغدر بالآخرين ، الذين يرونهم عقبة في طريق صعودهم بغية الإيقاع بهم وإزالتهم من درب طموحاتهم غير النزيهة عبر ممارسة بعض الأعمال منها ، إلحاق الأذية بسمعة خصومهم من خلال تلفيق أكاذيب مصطنعة بحقهم للنيل منهم في المحافل الحزبية ، وتنسيب بعض الأعمال الجيدة التى لم يقوموا هم بإنجازها إليهم زوراً . إن مستوى الوعي والثقافة والإخلاص في التنظيم الحزبى أو النقابى هو المعيار لمدى نجاح أو فشل الانتهازية والوصولية لتحقيق مآربها المريضة، فبقدر ما يمتلك الحزبيون والنقابيون وعياً تنظيمياً وثقافة متقدمة وتكون المحاسبة صارمة ويتم تطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي البناء بشكل سليم، بقدر ما تصعب على هذه الفئة النجاح في مهمتها غير المشرفة هذه، لأن الأعضاء الذين يتحلون بالثقافة، يسعون إلى بناء تنظيم حضاري يقوده أناس مثقفون، حيث الثقافة هي الركن الأساسى في أي فعل سياسي، وبالتالي يستطيعون تحليل الواقع السياسي- الاقتصادي إلى مركباته الأساسية، ومعرفة موازين القوى، والدراية باتخاذ المواقف الموزونة بشأنها في اللحظات الحرجة، والعمل على تشكيل لجان تخصصية تكون بمثابة مؤسسات تمارس مهامها لخدمة الصالح العام. في هذه الأجواء، يصعب على الانتهازييين تمرير مخططاتهم، وسرعان ما ينكشف أمرهم، وتلوذون بالفرار. أما في أجواء غياب الوعي والثقافة، فتكون التربة خصبة لانتعاش هذه الفئة، لتطل بوجهها القبيح تحت يافطات وشعارات براقة كبيرة، تخفي وراءها أهدافها الحقيقية المتمثلة بتحقيق مآربها الشخصية الفردية الرخيصة، مستخدمة في سبيلها كل أنواع الدجل والنفاق والخديعة، هذه الصفات هي انعكاس طبيعي لما يدور في نفوسها من مرض حب الذات والأنانية المفرطة والمصلحة الشخصية الضيقة، والتي يتم بموجبها غياب المصلحة العامة. من هنا، تأتي الأهمية الفائقة لنشر الوعي التنظيمي والسياسي والمعرفي بين أعضاء وقيادات الأحزاب والنقابات ، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار التعددية.
بادئ ذي بدء يجب الاعتراف والإقرار بأن الأحزاب تتكون من أشخاص ارتضت لنفسها طواعية العمل والنضال بلا هوادة من أجل تحقيق مصالح وأهداف معينة ومحددة، وبالتالي يوجد في هذه الأحزاب أناسٌ لا تلين إرادتهم في مواجهة الصعاب والمحن، ويوجد آخرون ينهارون في المنعطفات والصعاب ويلوذون بالفرار. لذلك فإن الوصولية والانتهازية الحزبية هي من السمات الأساسية لهذه العناصر، وهي إحدى أهم الأمراض التي تعاني منها الأحزاب في عالمنا المعاصر، تلك التي يلجأ أصحابها إلى التملق والتزلف لأصحاب القرار ، ويتحولوا إلى كائنات مبهمة، وأشباح عديمة الملامح، تنحصر مهمتها الأساسية في هز الرؤوس والطاعة العمياء لأصحاب القرار والتصفيق لهم في حلهم وترحالهم وأثناء حديثهم، حتى لو كان ذلك الحديث سطحياً فارغاً لا يستدعي حتى التوقف عنده . تنتشر هذه الآفة لدى الفئة الفقيرة بثقافتها والمهزوزة في شخصيتها والمتوترة في طباعها وتربيتها، تلك التي تحاول بكل جهدها الحصول على مواقع لها لدى أصحاب القرار وتبوأ مراكز هي أدرى من غيرها بأنها لا تستحقها، كي تشغلها على حساب أناس آخرين يحملون الكفاءة ويستحقونها عن جدارة. ولتحقيق أهدافهم تلك، يلجأ الانتهازيون إلى شتى ضروب الحيل والغدر بالآخرين ، الذين يرونهم عقبة في طريق صعودهم بغية الإيقاع بهم وإزالتهم من درب طموحاتهم غير النزيهة عبر ممارسة بعض الأعمال منها ، إلحاق الأذية بسمعة خصومهم من خلال تلفيق أكاذيب مصطنعة بحقهم للنيل منهم في المحافل الحزبية ، وتنسيب بعض الأعمال الجيدة التى لم يقوموا هم بإنجازها إليهم زوراً . إن مستوى الوعي والثقافة والإخلاص في التنظيم الحزبى أو النقابى هو المعيار لمدى نجاح أو فشل الانتهازية والوصولية لتحقيق مآربها المريضة، فبقدر ما يمتلك الحزبيون والنقابيون وعياً تنظيمياً وثقافة متقدمة وتكون المحاسبة صارمة ويتم تطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي البناء بشكل سليم، بقدر ما تصعب على هذه الفئة النجاح في مهمتها غير المشرفة هذه، لأن الأعضاء الذين يتحلون بالثقافة، يسعون إلى بناء تنظيم حضاري يقوده أناس مثقفون، حيث الثقافة هي الركن الأساسى في أي فعل سياسي، وبالتالي يستطيعون تحليل الواقع السياسي- الاقتصادي إلى مركباته الأساسية، ومعرفة موازين القوى، والدراية باتخاذ المواقف الموزونة بشأنها في اللحظات الحرجة، والعمل على تشكيل لجان تخصصية تكون بمثابة مؤسسات تمارس مهامها لخدمة الصالح العام. في هذه الأجواء، يصعب على الانتهازييين تمرير مخططاتهم، وسرعان ما ينكشف أمرهم، وتلوذون بالفرار. أما في أجواء غياب الوعي والثقافة، فتكون التربة خصبة لانتعاش هذه الفئة، لتطل بوجهها القبيح تحت يافطات وشعارات براقة كبيرة، تخفي وراءها أهدافها الحقيقية المتمثلة بتحقيق مآربها الشخصية الفردية الرخيصة، مستخدمة في سبيلها كل أنواع الدجل والنفاق والخديعة، هذه الصفات هي انعكاس طبيعي لما يدور في نفوسها من مرض حب الذات والأنانية المفرطة والمصلحة الشخصية الضيقة، والتي يتم بموجبها غياب المصلحة العامة. من هنا، تأتي الأهمية الفائقة لنشر الوعي التنظيمي والسياسي والمعرفي بين أعضاء وقيادات الأحزاب والنقابات ، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار التعددية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق