[ رغم مرور 33 عاما على بدء تجربة التعددية الحزبية .. إلا أن أحزاب المعارضة ً تعيش«مهمشة» ومنقسمة على نفسها لدرجة جعلت الكثير من المهتمين بالشأن العام يطلقون عليها مسميات ساخرة عليها مثل «أحزاب الموز» و«أحزاب الأنابيب» قياساً على تجربة أطفال الأنابيب أو الأحزاب الورقية. ويكشف الواقع الراهن للأحزاب المصرية عن صراعات حادة ومشاكل مالية وادارية حدت من ممارسة دورها السياسي وتنفيذ ولو نسبة ضئيلة من برامجها الحزبية الذي على أساسه حصلت على تفويض من لجنة شئون الأحزاب أو المحكمة الادارية العليا لممارسة دورها الحزبي فيما نجت احزاب قليلة جدا من داء الصراعات الداخلية،
[ ففي حزب الاحرار يتنازع 14 من قياداته على رئاسته بعد وفاة مؤسسه مصطفى كامل مراد قبل 11 عاماً.[وفي حزب مصر الفتاة يتنافس 12 شخصاً على رئاسته. وكل منهم يزعم انه الرئيس الحقيقي للحزب بعد أن عقد كل واحد منهم مؤتمرا عاما وزعموا بعدها أنهم رؤساء للحزب . يتكرر نفس الأمر في أحزاب الغد والوفد والأمة . وحدث من قبل فى أحزاب العدالة الاجتماعية والشعب والخضر ومصر العربى الإشتراكى .
تعتيم النشاط
[ويرجع القطب اليسارى عبد الغفار شكر ، ضعف الدور الحزبي في الشارع المصري الى مشاكل عديدة من بينها حرمان احزاب المعارضة من استخدام أجهزة الاعلام القومية كالاذاعة والتلفزيون والصحف القومية بشكل كاف مما يحرمها من الاتصال الجماهيري وتشكيل الرأي العام بنفس المساحةالمخصصة للحزب الوطني. مشيرا الى أن الاعلام يتعمد في بعض الاحيان تشويه صورة احزاب المعارضة أو تعتيم نشاطها مما يحرمها من عرض وجهة نظرها في القضايا القومية والوطنية على نطاق واسع ..[ لكن هذه الاتهامات نفاها بشدة صفوت الشريف الأمين العام د للحزب الوطني مؤكداً منح المعارضة الفرصة كاملة للتعبير عن آرائها بحرية فى جميع وسائل الإعلام
وزن سياسى
[ويرصد د/ رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ،عدة اسباب لضعف الوزن السياسي لاحزاب المعارضة في الشارع المصري من بينها القيود القانونية والادارية والإصرار على تطبيق قانون الطوارئ ، بالاضافة الى مشكلات تنظيمية عديدة داخل احزاب المعارضة مثل ضعف الموارد المالية ، وسوء
نظام اعداد القيادات ، وتزايد حالات التوتر والانشقاقات.
قرار فوقى
[ ويرجع أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى مشكلة الاحزاب المصرية الى وجودها بقرار «فوقي» في بدايتها مما حد من ممارستها للعمل الحزبي، وبالتالي وجدت الاحزاب نفسها في مفترق طرق ولم تشهد تطورات ملموسة رغم مرور مرور كل هذه المدة على تأسيسها داعيا الى دعم نشاط الاحزاب سياسيا وماليا حتى تتمكن من القيام بنشاطها السياسي وتنفيذ البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية التي انشئت من أجلها.
حرب حكومية
[ويعتقد د/ مجدى قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن ضعف احزاب المعارضة نتج عن ما أسماه بالحرب الحكومية على المسيرة الحزبية عن طريق دعمها للانشقاقات الحزبية وتوقيف الاحزاب الجادة وتعطيل الصحف الصادرة عنها في اشارة الى حزب العمل وجريدة «الشعب» الصادرة عنه .
الرأى الآخر[ ويرى الفقيه الدستورى د. عاطف البنا ،أن قانون الاحزاب يلعب دورا كبيرا في اعاقة العمل الحزبي من خلال قيوده الكثيرة في تنظيم اللقاءات وعدم الغاء قانون الطوارئ وتهيئة المناخ السياسي لممارسة حزبية جادة تقبل الرأي والرأي الآخر
___________
فيصل مصطفى
____________